Tuesday, July 19, 2011

لتدمير سرطان النخاع العظمي



نجح فريق بحثي مصري في إنجاز علمي غير مسبوق‏, باستخدام النانوتكنولوجي عن طريق تحضير مركب جديد له تأثير مثبط علي الخلايا السرطانية بالنخاع العظمي والمعروفة بسرطان "المايلوما‏",‏ مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج أشرس أنواع السرطانات والتي تصيب من شخص إلى أربعة لكل مائة ألف شخص سنوياً على مستوي العالم.

وقد عرض الدكتور عبد الفتاح بدوي أستاذ الكيمياء التطبيقية بمعهد بحوث البترول ورئيس الفريق البحثي في المؤتمر الدولي الحادي عشر لأيونات المعادن في الطب نتائج البحث في المؤتمر الذي انعقد مؤخراً في جامعة كمبردج ببريطانيا, وقد نال البحث اهتمام جميع المشاركين، كما تم اختياره كأفضل بحث قدم من خلال المؤتمر, ةشارك في البحث كل من الدكتورة زهيرة توفيق, والدكتور إبراهيم عبد الغني الأستاذان بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية, والدكتورة هند أحمد بمعهد بحوث البترول.

وفي المرحلة الأولى للبحث, أعلن الدكتور عبد الفتاح بدوي, أنه تم تحضير مركب "أكسيد الزنك" بجزئيات متناهية الصغر باستخدام تكنولوجيا "النانو", ثم تم تركيبه مع المضاد الحيوي المعروف بـ"الأمبيسلين", ويتميز هذا المركب بخواص جديدة تكسبه تأثيراً مناعياً قوياً, ومن خلال تخلل جزئيات "نانو أكسيد الزنك" إلى الخلايا السرطانية تقوم بتدميرها كاملاً, كما يعطي "الأمبيسلين" تأثيراً فعالاً في مقاومة العدوي البكتيرية التي تصيب غالبا مريض السرطان نتيجة ضعف مناعته، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".

وقد تم اختبار هذا المركب علي الخلايا السرطانية الحية والمعزولة معملياً, وأظهرت النتائج تأثيره المثبط على خلايا سرطان "المايلوما" في اليوم الثالث لإضافة جرعة محددة من مركب "نانو أكسيد الزنك" مع "الأمبيسيلين" وصلت إلى100 ميكروجرام لكل مللي, وقد نجحت هذه الجرعة في التدمير الكامل للخلايا السرطانية المايلوما حتي تلاشت جميعها.

وعن تقييم تأثير المركب الجديد علي الخلايا السرطانية, تقول الدكتورة زهيرة توفيق أستاذ المايكروبيولوجي بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية أنه حقق فاعليه عالية وسرعة كبيرة في تدمير الخلايا السرطانية لأورام "المايلوما", وسيتم استكمال الأبحاث لاختبار المركب علي حيوانات التجارب, ثم إجراء التجارب الإكلينيكية على الإنسان وعمل دراسات مستوفية لمعرفة الآثار السمية للمركب الجديد على باقي خلايا الجسم بهدف تقييمه كعلاج آمن لسرطان "المايلوما".

وأشارت الدكتورة زهيرة إلى أن المركب الجديد أثبت فاعليته أيضاً في القضاء علي بعض أنواع من البكتيريا ومن أهمها "إي كولاي", و"ستافيلو أوريوس كوكاس" وهما من أهم الميكروبات المقاومة حاليا للأمبيسلين نتيجة الإستخدام العشوائي والمتكرر له, ولكن مع استخدام مركب "نانو أكسيد الزنك" مع "الأمبسيلين" أثبت قدرة فائقة علي قتل هذه الأنواع من البكتريا.

ومن جانبه، يؤكد الدكتور صلاح الدين المسيري أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام والطب النووي بقصر العيني، أنه من المهم تشجيع كل بحث علمي أو معملي يؤدي إلى محاربة السرطان والتغلب عليه, مع ضرورة توفير الإمكانيات اللازمة لهذه الأبحاث حتي يتم استكمالها والتأكد من فاعلية العلاج وعدم وجود آثار جانبية له علي صحة الإنسان, ولابد أن يخضع أي علاج إلى مراحل مختلفة تستغرق أعواماً عديدة قبل السماح به للإنسان، وذلك وفقاً لجرعات محددة ونظم محددة ويجب أن يتم الموافقة عليه من جانب منظمة الاغذية والادوية الأمريكية.

يذكر أن سرطان "المايلوما" ينتشر بالدم وينشأ من خلايا البلازما ويشكل 8 إلى10% من سرطانات الدم, ولا توجد أسباب محددة للإصابة به, ولكن هناك بعض الاعتقادات بأن الفيروسات والتعرض للاشعاع والمواد الكيميائية كالدهانات والمطاط والورق وراء الإصابة به, كذلك التغير في التركيبة الجينية للخلايا يمكن ان يسبب الإصابة, خاصةً في "كروموسوم13" و"كروموسوم17".

ويصيب هذا المرض العظام ويؤدي لزيادة نسبة الكالسيوم في الدم والكسور, كما يصيب الكليتين نتيجة انسداد الأنابيب الكلوية بواسطة البروتين الغريب الذي تفرزه خلايا البلازما, كذلك قد يعاني المريض من الأنيميا والالتهابات البكتيرية والهزال, ولم يثبت حتي الآن فاعلية أي وسائل تشخيص مبكر للمرض.

ويعتمد العلاج الأساسي حالياً لهذا المرض, كما يقول الدكتور المسيدي على العقاقير الكيميائية تمهيداً لعملية زرع النخاع, كذلك تم حديثاً اكتشاف عقاقير موجهة ومنها أنواع تؤدي إلى وقف عمل الإنزيم الذي يلعب دوراً رئيسياً في جميع وظائف الخلية الحيوية، مثل الانقسام وتكوين الحمض النووي "دي إن أيه"، كما توجد عقاقير لها تأثيرات مناعية, وتتوقف نتائج العلاج علي الحالة الصحية العامة للمريض ومدي الإصابة في الأعضاء المختلفة ومدى وجود تغيرات في الكروموسومات ودرجة الاستجابة لطرق العلاج المختلفة.