Monday, May 14, 2007

لمقاومة البعوض


تسعى معظم الدول خاصة النامية لابتكار وسائل جديدة للقضاء على الحشرات الضارة والناقلة للعدوى وعلى رأسها البعوض، على أن تتميز تلك الوسائل بكونها آمنة، وموفرة، وفتاكة في ذات الوقت. فمنذ نهايات الحرب العالمية الثانية وبعد اكتشاف الإنسان للمبيدات العضوية كالـ"دي دي تي" وهو في سباق دائم مع الزمن والحشرات، فكل تطوير في أنواع المبيدات الكيميائية، يتبعه تطور في مناعة ومقاومة الجيل الجديد من الحشرات لهذه المركبات، مبطلة بذلك مفعولها.
  • ناهيك عن الأضرار الناتجة عن اتساع نطاق استخدام تلك المبيدات، وما تخلفه من آثار على جميع السلالات الحية على وجه الأرض بلا استثناء.
  • وجاء الحل من قشور الموالح بمختلف أنواعها كالبرتقال واليوسفي والليمون و"اللارنج" والجريب فروت، بعدما تبين تأثير الزيوت الطيارة المستخلصة من هذه القشور في قتل البعوض تحديدا بمختلف مراحل نموه، سواء كان يرقة في الماء الراكد أو حشرة كاملة، كما تطرد تلك الزيوت البعوض بشكل فعال، فضلا عن تأثيرها السلبي عليها الذي يؤدي إلى إحداث خلل بيولوجي يعوق نموها ويقلل من تكاثرها، إلى جانب كونها آمنة صحيا وبيئيا.
  • وقد خلصت نتائج الدراسة العلمية للباحثة أمينة رشاد الحاصلة على درجة الماجستير بكلية العلوم جامعة الأزهر تحت عنوان "استكشاف زيوت طيارة من قشور الموالح لمكافحة البعوض" إلى أنه حتى لو كانت زيوت قشور الموالح ذات تركيز منخفض فإنها تعوق تطور نمو يرقات البعوض، بالإضافة إلى عدم تأثيرها على سمكة البعوض المعروفة (بسمكة جامبوزيا) التي تعد العدو الطبيعي ليرقات البعوض حيث إنها تتغذى على يرقات وعذراء وبيض البعوض وتقضي عليها.
  • كما أكد البحث أنه يمكن تخفيض الجرعة المستخدمة من المبيدات الكيميائية ذات التأثير الضار على الإنسان إلى النصف واستبدالها قليل من الزيت بها لإحداث نفس التأثير. وهنا يبرز الأثر الإيجابي على اقتصاديات الدول النامية، فاستيراد المبيدات الكيميائية والمواد الخام التي تصنع منها يشكل عبئا ضخما على ميزانيتها، فلو نظرنا لصناعة المبيدات في مصر على سبيل المثال نجد أنها تعتمد على استيراد 75% من مدخلات إنتاجها، ولا يتوقف الوفر الاقتصادي المحقق عند هذا الحد حيث يمتاز مبيد زيوت الموالح برخص ثمنه وذلك لبساطة تقنية استخلاص تلك الزيوت.بساطة وتوفير وفاعليةزيوت قشر الموالح السلاح الفتاك من الطبيعة لمكافحة البعوض

  • وحول بساطة الاستخدام وانخفاض التكلفة يعلق الدكتور سميح عبد القادر منصور أستاذ المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومي للبحوث بجامعة القاهرة: "يتم استخلاص زيوت تلك الموالح بواسطة جهاز استخلاص الزيوت العطرية لاستخدامها في صناعة العطور، ومما يميز هذا الجهاز البساطة حيث يصنع من الزجاج في الورش الصغيرة".
  • كما تتم عملية الاستخلاص بواسطة الماء لا المذيبات العضوية عالية التكلفة والتي يتراوح سعر اللتر منها ما بين خمسة دولارات إلى خمسة عشر دولارا أمريكيا تبعا لنوعها ودرجة نقاوتها، أضف إلى كل ما سبق تخليص البيئة من مخلفات عضوية متمثلة في قشور الموالح وتحويلها لمواد نافعة وتدويرها بشكل مفيد اقتصاديا، مما يجعلها نموذجا فريدا للصناعات الصغيرة يعتمد في كافة مكوناته على مواد متوفرة محليا
  • وحول سبل فتك المبيد بالبعوض يوضح الدكتور سميح أنه بدراسة التركيب الكيمائي للزيوت الطيارة المستخلصة من قشور الموالح تبين أن القاسم المشترك بينها يتمثل في احتوائها على حمض الليمونين بنسب تركيز تتراوح ما بين 65%إلى 95% وأن أقواها تأثيرا على يرقات وحشرات البعوض هي الزيوت المستخلصة من قشر "اللارنج".
  • ويضيف أنه بدراسة تأثير الليمونين منفردا بعد فصله كيمائيا، وكذلك دراسة تأثير كل مركب على حدة - فالفصل بين المواد عادة يؤثر على الفاعلية بالزيادة أو النقصان - تبين أن تأثير الزيوت مجتمعة بنفس تركيبها الموجودة به في الطبيعية أقوى من تأثير كل مركب على حدة بدرجة تصل للضعف، الأمر الذي يعني أن اختلاط المواد الأخرى الموجودة في الزيت ببعضها ينشط مفعوله، فضلا عن ارتفاع تكلفة فصل الليمونين عن باقي مركبات الزيت، مما يقطع بأن استخدام الزيت في شكله المتوفر به في الطبيعة يكون أفضل كثيرا من فصل مركباته أو تحييدها كيمائيا.

  • البعوض.. حشرة داهيةويبقى التحدي في استمرار فاعلية هذا المبيد الطبيعي مرتبطا بالمدى الزمني الذي سيستهلكه البعوض للتغلب عليه وفهم آلية عمله، حيث تتمتع تلك الحشرة بذكاء فطري عال، مما شكل دائما إغراء للباحثين ودافعا لتتبع سلوكها، خاصة أنها تعد أبرز ناقلات الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان بأمراض خطيرة منها الملاريا والفلاريا "داء الفيل" والحمى الصفراء وحمى الدنج وحمى الوادي المتصدع وبعض أنواع الالتهاب السحائي وبعض الأمراض الفيروسية.

  • وفي أطار فهم سلوك تلك الحشرة حتى يتسنى التعامل معها، وجد أنها تنتقي ضحاياها، فعلى سبيل المثال تفضل مص دماء الأطفال حديثي الولادة، والنسوة اللاتي في وقت الحيض، كما أنها تفضل دماء ذوي البشرة البيضاء عن أصحاب البشرة الملونة، والملونة عن داكنة السمرة، فقدرتها العالية على الإبصار تمكنها من تمييز البشرة في الظلام، وحاسة الشم القوية تمكنها من الشم على بعد أميال، فضلا عن قدرتها على الطيران لأميال دونما توقف، والأدهى مما سبق، هو ذكاؤها الفطري الذي يساعدها على تغيير سلوكها باستمرار لتفادي التعرض للتأثير السمي المهلك للمبيدات.

  • فمثلا بعد ملاحظة اعتياد الحشرة الوقوف على الحائط لبرهة قبل مهاجمة ضحاياها تم التفكير في إضافة المبيد لمواد الطلاء حتى تهلك الحشرة بمجرد ملامستها للحائط ولكن بمرور الوقت لوحظ تغير في سلوك الحشرة واتجاه لمهاجمة ضحاياها مباشرة وعدم الوقوف على الحائط، ولما تم العدول عن خلط مواد البناء بالمبيدات عاد البعوض لسلوكه الأصلي في التوقف بالحائط قبل مهاجمة ضحاياه.

  • التطبيق العملي أصعب مرحلةونختم بالحلقة الأهم دائما، ألا وهي متطلبات تفعيل هذا البحث على أرض الواقع، ويرى الدكتور سميح أن الأمر يتطلب عمل دراسة جدوى، حيث يتطلب التعرف على كمية الموالح المزروعة سنويا ونسبة القشرة في ثمار كل نوع منها، وكذلك الظروف المناخية والطبيعية المؤثرة على كمية الزيت في القشرة وجودته، مع الأخذ في الاعتبار طرح الكمية المستخدمة في صناعة المربات من قشور الموالح والتكاليف المختلفة كتجميع القشور من مصادرها واستخلاص الزيوت في مرحلة التصنيع، وكذلك دراسة الصور المختلفة للمنتج التجاري كالإيروسالات التي يتم رشها أو الكريمات التي توضع على الجلد أو عمل شرائح تعلق على الحائط.

  • والأمر في النهاية يحتاج إلى مستثمرين جادين لديهم قناعة بالتجريب ووعي بيئي يجعلهم يقبلون على تطبيق مثل هذا البحث، علما بأن التطبيق لا يحتاج لاستثمارات ضخمة

Wednesday, May 2, 2007

ملابس داخلية


توصلت شركة "سوفي يانج" إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة في إنتاج المنسوجات، إلى استخدام الألياف الخشبية بدلاً من الألياف الصناعية في صناعة الملابس الداخلية والتي كانت تسبب الحساسية والأمراض الجلدية





و أشار المسئولون عن هذه الصناعة الجديدة، إلى أن الألياف الخشبية لها خصائص عديدة، فهي تنظم درجة حرارة الجسم كما تستبعد البكتريا وتحد من تكاثر عدد الخلايا الحية وتقاوم عملية الغسيل التي تتسبب في تلف هذه الملابس